ما هي انعكاسات قيمة الليرة على استثمارات الأجانب في تركيا ؟

 لم يكن آخر شهر من عام 2021 ، سهلا على الليرة التركية حيث عرفت تذبذبا كبيرا أوصل قيمتها إلى 18.5 مقابل 1 دولار أمريكي وهو ما اعتبر صدمة مفاجئة في أوساط الجميع ، أتراك ، أجانب ومستثمرين!

لكن سرعان ما خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العلن في خطاب قوي مكّن الليرة من الانتعاش مجددا حيث وصلت إلى 11 ليرة مقابل واحد دولار  .

جرعة الأمل التي أعطاها خطاب الرئيس التركي مصحوبة بسلسلة إجراءات اقتصادية ، أهمّها انتهاج آلية جديدة لحماية العملة الوطنية من التمرجح الذي تعرفه مقابل العملات الأجنبية .

نظرة على واقع الاستثمارات الأجنبية في تركيا !

لطالما ظّلت تركيا محجا لعديد الاستثمارات الأجنبية كونها أرضا خصبة لذلك رغم الضغوطات الغربية والصراعات الجيوسياسية التي تحاول أن تحول دون أن تتصدر تركيا المشهد الاستثماري في العالم وضمن القوى الكبرى الفاعلة .

إلاّ أنّ الأزمات المفتعلة ضد الاقتصاد التركي لم توقف الاقبال المستمر للمستثمرين الأجانب في تركيا .

وتشير الإحصائيات إلى أنّ كبرى الاستثمارات الأجنبية في تركيا خلال عام 2020 ، كانت من قبل بلدان غربية بالإضافة إلى التواجد العربي الذي يزداد يوما تلو الآخر .

وجاء ترتيب الاستثمارات الأجنبية في تركيا خلال 2020 كالتالي:

  • هولندا بنسبة 15.9 %
  • الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 7.8 %
  • دول الخليج العربي بنسبة 7 % خاصة قطر والكويت
  • النمسا بنسبة 6.4 %
  • ألمانيا بنسبة 6.2 %
  • لوكسبورغ بنسبة 6 %
  • إسبانيا بنسبة 5.8 %
  • بلجيكا بنسبة 5.3 %
  • فرنسا بنسبة 4.6 %
  • أذربيجان بنسبة 4.3 %
  • اليونان بنسبة 4.1 %

وتوزعت نسبة 19.5 % على باقي دول العالم .

ماذا عن الشركات الأجنبية التي تأسست في تركيا خلال الثلاثة أعوام الأخيرة ؟

بالحديث عن إقبال الأجانب على تأسيس شركات في تركيا ، نجد أنّ عدد الشركات الأجنبية في تركيا بلغ 12 ألف و634 شركة برأس مال يتجاوز 6.8 مليار ليرة تركية أي ما يقارب مليون دولار مطلع سنة 2020 .

وجاء الإيرانيون في مقدمة المواطنين الأجانب الأكثر تأسيسا للشركات في تركيا خلال 2019 ، 2020 يليهم السوريون فالسعوديون .

وكان للعرب النصيب الأكبر من الاستثمار في الشركات الأجنبية بتركيا حيث أسس مواطنو مصر والعراق والإمارات وليبيا عديد المؤسسات الاقتصادية باسطنبول وأنطاليا والمدن الكبرى في تركيا.

من جهة أخرى قام الألمان بتأسيس شركات في تركيا ، خاصة أنّ العلاقة قوية بين البلدين بحكم وجود جالية كبيرة لمواطني الدولتين .  

كيف تؤثر قيمة الليرة على الاستثمارات الأجنبية في تركيا ؟

لا شكّ أنّ لليرة التركية تأثير كبير على وضع الاستثمارات الاجنبية والدليل أنّه في الوقت التي كانت تعرف فيه الليرة التركية استقرارا أمام الدولار زاد إقبال الأجانب على مختلف أنواع الاستثمارات في تركيا في مقدمتها الاستثمارات العقارية .

لكن سرعان ما بدأ الشوك تحوم والتخوفات تكبر خاصة بعد الانحدار الكبيرة التي عرفته العملة أمام الدولار خلال آخر شهر من عام 2021.

حيث تراجع بعض الأجانب عن استثماراتهم خشية مزيد من الخسائر في قيمة استثماراتهم المستقبلية مقابل الدولار .

ورغم أنّ الحكومة التركية حفّزت نظام الدولرة خلال آخر 4 سنوات للوقوف أمام وجه الصراعات السياسية وتقلبات سعر الصرف ، إلاّ أنّ هذا اصطدم في بعض الأحيان بالتضخم ورصيد الحساب الجاري .

ومع التوجه إلى النظام المالي الجديد أصبح الاحتفاظ بالودائع بالليرة التركية المحمية من تقلبات أسعار الصرف الحل الآمن لكل المستثمرين الأجانب، حيث تجنّبهم الآلية الوقوع ضحية لتلقبات أسعار الصرف وأيضا الفارق في السعر بين وقت الإيداع والسحب .

 كيف تؤثر قيمة الليرة على الاستثمار العقاري في تركيا ؟

يعتبر قطاع عقارات للبيع في تركيا واحدا من القطاعات الاستراتيجية التي يقبل عليها الأجانب بقوة ، لذا كثرت التساؤلات خلال الفترة الأخيرة حول جدوى شراء عقار في تركيا في زمن تقلب الليرة التركية .

الإجابة من طرف الخبراء الاقتصاديين كانت واضحة ، حيث أكّدوا أنّ العقار من الأصول الثابتة الأكثر استفادة من استقرار قيمة الليرة التركية، إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّه قطاع آيل للخسارة في حال وجود تذبذب .

من المعروف جدا أنّ قيمة العقارات تزيد دوريا إن لم نقل يوميا ، حيث أنّ هذه الزيادة تغطي على أي انخفاض في قيمة الليرة التركية وفي حال استقرار العملة يعتبر الأمر مكسبا مضاعفا.

ومن زاوية أخرى زاد انخفاض قيمة الليرة التركية من أسعار شقق للبيع في تركيا ، وهو ما يعتبر مكسبا كبيرا للمستثمرين الأجانب من قبل، حيث أنّه من قام بشراء عقار في تركيا قبل سنتين بـ 100 ألف دولار أمريكي ، أصبح سعره بنفس العملة اليوم 200 ألف دولار أمريكي نظرا للزيادة التي عرفتها سوق العقارات في الآونة الأخيرة .

كما أنّ المتابع للشأن العقاري في تركيا خلال الأشهر الأخيرة يلاحظ ارتفاع أسعار تأجير شقق للبيع في تركيا ، وهو ما يعتبر مكسبا كبيرا للمستثمرين العقاريين حيث من كان يؤجر غرفة وصالة بـ 2000 ليرة تركية ، أصبح يؤجرها اليوم بـ 4000 ليرة تركية وقد تصل إلى 5 آلاف ليرة تركية في حال كانت الشقة مفروشة ومؤثثة .

وختاما ، ما يجب على المستثمرين الأجانب سواء في عقارات للبيع في تركيا أو أي قطاع اقتصادي آخر إدراكه هو أنّه إلى وقت قريب جدا كان لتقلبات سعر صرف العملة تأثيرا مباشرا وقويا على مختلف أنواع الاستثمارات الأجنبية في تركيا ، لكن مع الآليات المبتكرة والتوجه للنظام المالي الجديد الذي يحمي ودائع المستثمر من آثار التذبذب في سعر الصرف أصبح بإمكان المستثمر الأجنبي أن يستثمر في تركيا مطمئنا .

وفي المقابل لابد أن يعرف المستثمر الأجنبي في تركيا أيضا أنّ الاستثمار في بلد مثل تركيا ذي بنية تحتية قوية وطرقات متقدمة ومشافي وعقارات ومشاريع تحول كبرى كالمطارات والجسور وغيرها له تأثيره الكبير على المدى البعيد في نجاح مختلف أنواع الاستثمارات وزيادة قيمتها .

ويمكن أن نعطي مثالا في هذا الصدد عن شقق للبيع في اسطنبول ، مثلا مدينة باشاك شهير التي تحولت بفضل المدينة الطبية التي أقيمت عليها إلى واحدة من أهم الأقطاب العقارية في اسطنبول بزيادة في الأسعار تجاوزت 200% وهو لسان حال أرناؤوط كوي بالقرب من مطار اسطنبول الثالث .

 إذا كنت ترغب في مزيد من الشرح المفصل لحظة بلحظة على لسان خبراء عارفين بالسوق العقارية تواصل مع مجموعة داماس للاستشارات العقارية في تركيا وتحصّل على الجواب اليقين .

 
DMCA.com Protection Status