هل وضعت الدولة التركية يدها على عقارات السوريين مزدوجي الجنسية ؟

عجّت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة بأخبار مفادها أنّ الدولة التركية ستجبر كل مواطن سوري مزدوج الجنسية على توقيع تعهّد يجرّده من أملاكه في تركيا بمجرد وفاته، فما مدى صحّة الخبر؟

وما هي خيارات وشروط تملك السوريين في تركيا ؟

مما لا يدركه الكثير أنّه يعيش في تركيا ما يربو عن 4 ملايين سوريين، جاءوا إلى تركيا لاجئين تحت ضغط حرب 2011 وتداعيتها، ليتحوّلوا في ظرف وجيز إلى معادلة هامة في تاريخ تركيا الجديدة، وثقلا كبيرا في سوق العمل ، شاغلين عدّة مناصب ومؤسسين شركات مختلفة لها وزنها في الساحة الاقتصادية المعاصرة .

" وبالحديث عن عيش السوريين في تركيا ، فهذ يعني آليا السكن فيها ، فما هي الطريقة التي يسكن بها السوريون في تركيا ، هل عن طريق الإيجار أو التملك ؟ "

هل يحقّ للسوريين التملك في تركيا ؟

للأسف الشديد لا يحقّ للمواطنين حاملي الجنسية السورية شراء عقارات للبيع في تركيا وفقا لنتائج الإستفتاء التاريخي الذي جرى في عام 1939م في ولاية هاتاي التي أصبحت بموجبه ولاية تابعة للجمهورية التركية بدل حكومة الانتداب الفرنسي التي قامت بإجراءات معاكسة نجم عنها مصادرة أملاك جميع الأتراك المتواجدين في سوريا وهو ما قابلته الحكومة التركية حينها بقرار مماثل يحظر على المواطنين السوريين من التملك في تركيا .

ولا يزال القرار ساري المفعول لحد الآن ، ما يعني أنّه يمنع منعا باتا على السوريين شراء شقق للبيع في تركيا أو أي نوع آخر من العقارات ما دام الإتفاق ساري المفعول بين البلدين .

وتجدر الإشارة هنا إلاّ أنّ المساعي جارية بين الطرفين من أجل إيجاد صيغة قانونية تمكّن من تملك السوريين في تركيا مجددا دون أي عوائق أو عقبات .

ويلتبس في هذا الصدد على الكثير الأمر خاصة أنّ تركيا أصدرت في عام 2012 قانونا يقضي بإلغاء قانون المعاملة بالمثل فيما يتعلّق بتملك العقارات في تركيا وهو ما يعني رفع حظر التملك عن كلّ دول العالم التي تمنع الأتراك من شراء عقارات في بلدانها ،  إلاّ أنّ هذا القانون استثنى من القرار مواطني 5 دول وهي كالتالي: سوريا ، أرمينيا ، كوبا ، كوريا الشمالية وقبرص اليونانية .

هل هذا يعني أنّه يستحيل على السوريين التملك في تركيا ؟

لا أبدا، إذ أنّه يمكن للسوريين التملك في تركيا بطرق مغايرة وهي كالتالي:

  • تأسيس شركة تركية وشراء عقار عن طريقها أي بتسجيله على اسم الشركة على اعتبارها شخصية معنوية وهو ما يعدّ أضمن سبل تملك السوريين في تركيا .
  • شراء عقار بالشراكة مع مواطن تركي موثوق مع وضع إشارة رهن باسم الشريك السوري على العقد التركي وهي طريق تتوجب الحذر والتأكد من موثوقية الشخص التركي الشريك .
  • شراء عقار بعد اكتساب الجنسية التركية عن طريق استثمار لا يقل عن 500 ألف دولار أو توظيف 50 تركيا على الأقل أو الاستفادة من خطّة التجنيس التي أقرّها الرئيس رجب طيب أردوغان والتي حظى بها آلاف السوريين ذوي المستوى العلمي والإنجازات العملية .
  • شراء عقار من طرف السوريين حملة جوزات سفر أخرى غير ممنوعة من التملك في تركيا .

ما حقيقة مصادرة أملاك السوريين مزدوجي الجنسية التركية ؟

وفق مصادر رسمية صرّحت لخبراء مجموعة داماس للاستشارات العقارية في تركيا ، فإنّ الخبر الذي مفاده أنّ "السلطات التركية أجبرت كل السوريين مزدوجي الجنسية المتملكين في تركيا على توقيع وثيقة تسمح لها أن تضع يدها على أملاكهم بعد الوفاة" ، فإنّ الخبر عاري تماما من الصحة ولا أساس له على أرض الواقع .

وعليه فإنّ السوريين الأتراك أي حملة الجواز التركي أو السوريين مكتسبي جنسيات أخرى غير ممنوعة من التملك لا يوقّعون على أي تعهّد أو سند أو وثيقة تنصّ على مصادرة أملاكهم من طرف الدولة التركية بعد الوفاة .

وراحت المصادر الرسمية إلى إمكانية مقاضاة مروّجي هذه الشائعات المغرضة التي لا هدف من ورائها إلاّ التحريض وزرع الفتنة .

هل يحقّ للسوريين مزدوجي الجنسية توريث أملاكهم في تركيا ؟

بالطبع يمكن للسوريين حملة الجواز التركي أو أي جواز آخر أتاح لهم شراء عقارات للبيع في اسطنبول وعموم تركيا أن يورّثوا عقاراتهم لأبنائهم وأحفادهم شريطة أن يكونوا هم أيضا (الأبناء والأحفاد) حملة جوازات ثانية عدا الجواز السوري .

ويرجع منع توريث العقارات للسوريين بحكم منعهم من التملك أيضا ، أمّا إذا كان مثلا الوالد سوري تركي وأبناؤه أتراك أيضا فإنّهم يحصلون على عقارات والدهم آليا دون شرط أو قيد يعيقهم من ذلك .

وفي الأخير ، تذكّر مجموعة داماس للاستشارات العقارية كل عملائها الكرام الراغبين في شراء شقق للبيع في تركيا أو عقارات للبيع في تركيا أنّها تحاول من خلال مدوّنتها الالكترونية تقديم الخبر اليقين المتعلّق بتملك السوريين والعرب والأجانب في تركيا أوّلا بأوّل من أجل قطع الطريق أمام منتهزي الفرص ومروّجي الشائعات أينما كانوا .

تواصلوا في أي وقت مع فريق خبرائنا من أجل تملّك موثوق، مضمون وآمن.

DMCA.com Protection Status